"واشنطن بوست": كندا تلغي ضريبة الخدمات الرقمية استجابة لضغوط أمريكية
"واشنطن بوست": كندا تلغي ضريبة الخدمات الرقمية استجابة لضغوط أمريكية
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، مساء الأحد، التراجع عن تطبيق ضريبة الخدمات الرقمية التي أثارت اعتراض الولايات المتحدة، وذلك بعد تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمفاوضات التجارية بين البلدين احتجاجًا على القرار الضريبي.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الاثنين، أكد بيان صادر عن الحكومة الكندية أن كارني وترامب اتفقا على استئناف المحادثات بشأن اتفاقية تجارية شاملة تحقق منفعة متبادلة للطرفين، مع تحديد 21 يوليو كموعد مستهدف لإنهاء التفاوض. ولم تُدلِ الإدارة الأمريكية بأي تعليق فوري على الاتفاق الجديد.
جاء تراجع كارني قبل ساعات فقط من موعد دخول الضريبة الرقمية حيز التنفيذ، إذ كانت الحكومة الكندية تعتزم فرضها على شركات التكنولوجيا الكبرى التي تحقق إيرادات من المستخدمين الكنديين، وفي مقدمتها "غوغل" و"آبل" و"ميتا" و"أمازون".
قدّرت مجموعة صناعية تمثل هذه الشركات أن الضريبة كانت ستُكلفها ما يصل إلى 2.3 مليار دولار أمريكي سنويًا، وكان من المقرر تطبيقها على الإيرادات الناتجة عن الخدمات الرقمية، بما يشمل التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية المرتبطة بمستخدمين كنديين.
واجهت هذه الخطوة معارضة شديدة من واشنطن، التي اعتبرت الإجراء موجهًا ضد شركات أمريكية دون غيرها، كما أثارت الضريبة قلقًا داخل كندا، حيث حذر ممثلون عن مجتمع الأعمال من تداعياتها على العلاقات التجارية مع الجارة الجنوبية.
ترامب يهدد بـ"النفوذ الاقتصادي"
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، تعليق المحادثات التجارية مع أوتاوا ردًا على الضريبة، وصرّح من المكتب البيضاوي أن بلاده تملك "نفوذًا اقتصاديًا هائلًا على كندا"، مؤكدًا أنه يفضل عدم استخدامه، لكنه لا يتردد في توظيفه حين تمسّ مصالح الولايات المتحدة.
قال ترامب: "ما فعلوه مع شركاتنا التكنولوجية غير مقبول.. لدينا جميع الأوراق".
شكّل تصعيد ترامب أحدث فصول التوتر بين البلدين، والذي تصاعد منذ عودته إلى البيت الأبيض، حيث فرض عدة موجات من الرسوم الجمركية على الصادرات الكندية، وشكك علنًا في جدوى كندا كدولة مستقلة، بل وهدد بتحويلها إلى "الولاية رقم 51" من الولايات المتحدة.
كندا تتراجع
استجابت كندا سريعًا للتهديدات الأمريكية، وأكدت الحكومة الكندية أنها ستُقدّم مشروع قانون في البرلمان لإلغاء الضريبة المقترحة، في محاولة لإنقاذ فرص التوصل إلى اتفاق تجاري جديد قبل الموعد المحدد.
وأوضح البيان الحكومي أن الخطوة تهدف إلى "إزالة أي عوائق قد تعرقل مسار المفاوضات، وضمان علاقة تجارية مستقرة وعادلة مع الولايات المتحدة".
وصل رئيس الوزراء مارك كارني إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات الفيدرالية التي أُجريت في أبريل الماضي، مقدمًا نفسه باعتباره الأقدر على إدارة العلاقة المعقدة مع واشنطن في ظل رئاسة ترامب.
نجح كارني في بناء علاقة أكثر هدوءًا مع الإدارة الأمريكية بالمقارنة مع سلفه، جاستن ترودو، والذي شهدت علاقته بترامب توترًا متكرّرًا خلال فترته.
وكان اللقاء الذي جمع كارني وترامب خلال قمة مجموعة السبع في كندا قبل أسبوعين قد أسفر عن اتفاق مبدئي على تسريع المفاوضات التجارية، وهو ما أعادت الحكومة الكندية تأكيده في بيانها الأخير بقولها: "أكد رئيس الوزراء كارني أن كندا ستستغرق كل ما يلزم من وقت -وليس أكثر- للتوصل إلى هذا الاتفاق".